الإعلامي ميلاد موسى
اتهامات تطال الكنيسة، سهام تنخر عظمها وقلبها .. تجريح، تلقيح ،تصديح، تلميح لجهل كبير قابع بين جدرانها . موضة العصر الآن، وتفرد وثقافة في المجتمع من هاجم وتهكم .. ففي جلسة شلوة أو بين الأصدقاء، العارف والذكي ومن يريد جذب الانتباه وخطف قلوب العذارى والمعجبين والمعجبات ، لابد أن يهاجم الكنيسة ومعتقداتها، والمتفلسف والعالم يضحك سرا على تعاليمها .. والشاطر والفهلوي واللغوي والضاحك كلهم اتفقوا على أن المؤمن بتعالميها لابد حجري لابد (old fashioned أولد فاشن ) لا نعمم ولكن من يفعل ما تقدم هو أبعد ما يكون عن المقاربة السليمة لعلم كنيسة عاشت 2000 سنة رأيت من خلال الكثير من النقاشات والجلسات والطروحات بأن الكنيسة ورجالاتها ومعلميها وروادها يعطون في الغالب المبرر لهؤلاء لفعل ما تقدم ، فإما الأجوبة تكون ناقصة على تساؤلات العالم وإما السائل يفترض مسبقا الجواب الغير الدقيق لتعاليم بيت الله إحدى أهم الأمثلة المطروحة في كتابنا المقدس هو نص الخلق في التكوين، دائما ما نرى الهجوم الساحق الماحق من الأطراف العلمية وغير العليمة على هذا النص وللأسف حتى رواد الكنيسة يتململون من هذا النص ، وينسى كل هؤلاء بأن الكتاب المقدس غير مطلوب منه أن يكون كتاب علم أو فيزياء أو كيمياء ، ولا يجيب أبدا عن كيفية بداية العالم أو تكوين الأرض ( كل هذا يطلب من العلماء ) أما نص الكتاب المقدس يبين لنا وللدارسين الحقيقين في كنيسة الله بأنه نص يعبر عن حب الله وكيف يعطي الله الكرامة للإنسان وكيف في النهاية يخلص الانسان المؤمن . الأمثلة كثيرة في كتابنا المقدس ولسنا هنا بصدد تفنيدها كلها . ولكن نقول : تحوّلَ التعليم الكنسي إلى تعليم هجومي مغلق لا يقبل النقد، ولا يقبل النقاش؛ على الأقل هذا ما نلمسه في بعض التعاليم والمناهج الكنيسة التي للأسف تقدم للأطفال. فتغرس فيهم الأمان بالمعلومة وتبعدهم عن البحث الدقيق. لينشأ جيل من فكر واحد، هجومي، لا يقبل أي رأي مختلف، أو يدعي القبول لفترة ثمّ، وما أدراك ما ثم؟ في ظل ما نعيش من انفتاح وتطور وتكنولوجيا ووسائل تواصل اجتماعيّ، يجب على كنائسنا وعلينا أن نطور أساليب التعايش مع الزمن وتطوير المجابهة لأطفالنا ( شباب الغد ) لكي لا نكرر خطأ الجمود الفكري. وعلى من يهاجم الكنيسة وتعالميها ويعمم ويظلم ، أن يتحرى الدقة والموضوعية ويبحث أعمق وأعمق وأختم مع القديس بطرس الرسالة الأولى – 3 – 15 " كونوا في كل حين مستعدين للرد على كل من يطلب منكم دليلا على الرجاء الذي فيكم" ملاحظة: دائما عيني هي عين الإعلامي والصحفي والناقد، لا أدعي الصلاح والكمال، أنا مجرد باحث، أكتب كما أرى.
0 Comments
Leave a Reply. |
AuthorWrite something about yourself. No need to be fancy, just an overview. Archives
March 2024
Categories
All
|